لكم دينكم الإرهابى .. ولنا ديننا الاسلامى والمسيحى فى ارتريا

عملاء بلا حدود

 

عيون ساهرة – ملبورن استراليا

الحلقة الرابعة

 قال احد المشاركين ، فى ملتقى التسول بعد عودته من  أديس ابابا ، " عندما اكتشفت حقيقتهم تركتهم! "سألناه– لماذا ؟ فرد قائلاً : " يعني أنا كنت طوال سبعة وعشرين سنة في ذلك التنظيم  مغفل ومخدوع؟! وبدأ يذكرنا بماضي وتضحيات وتنكر المناضلين المخلصين فى الجبهة لوطنهم وشعبهم  قبل النكسة فى عام 1981 ،ومعظم الساقطين ، والمتساقطين الذين ملئوا فنادق أديس ابابا أثناء عادوا بعد ثلاثين سنة حاملين الجوازات الأمريكية ، والاسترالية  ، والبريطانية  ، والألمانية  مع الخواجات للمشاركة فى الملتقى ،هؤلاء هربوا بجلدهم ، وتركونا فى العراء  وبعد محادثات طويلة  تم ادخالنا  فى معسكرات اللاجئين  فى شرق السودان ، والظروفي الصعبة التى عشناها بعد دخول الجبهة  الى السودان لن تمكننا من جمع شملنا  بأسرنا ، وظناً منا بأننا سنلتقى برفاق النضال فى هذا الملتقى ، شدينا الرحال الى اديس ابابا عن طريق البر، ولوء حظنا العاصرلم نلتقى هناك إلا بعصابات المافيا لتستخف بعقولنا ؟ وتدفعنا دفعاً لبيع ما تبقى من كرامتنا الوطنية لإثيوبيا ، وقلنا  مستغربين هذه آخرتها أصبحنا  (جواسيس)؟ أمس مناضل وحامل كلاشنكوف ،  وبرين  واليوم (عميل لإثيوبيا )  أوشريك لحامل قلم الذى يكتب تقارير لجهاز الأمن الاثيوبى ؟! وقد حضر مسرعاً فى الصباح الباكر  الى فندق الضيافة سكرتير الملتقى  بشير اسحاق ، وأخذنى معه للمكتب ، فقد كان مكتبه بجانب مكتب ضابط الأمن الاثيوبى ، وكنت قد هممت بضربه ، او على أقل تقدير شتمه  ، ولكن أمسكني  صديقى وجارى  فى مخيم ود شريفى ، وأخذني إلى مكتبه. وهناك مواقف أكثر من أن تُحصى ولكن بعد أن طلب مني أحد القيادات الأشاوس الذين جاءوا من استراليا ، من نفس التنظيم الذى انتمى اليه ، وقد كان هو وأمثاله من أهم الأسباب التي أدت الى انتكاسة الجبهة ، وحتى لا نكرر أخطاء الآخرين ونصبح في وقت قصير مجرد زدنا عدد التنظيمات الارترية واحد، كما هو حال ذلك التنظيم الآن، وفي ظرف ما ثم يُنسى! صاحبنا الذى جاء من استراليا  باع خبرته الاعلامية على الجهة المستضيفة للملتقى وعاد برتبة عضو مراقب ومستشار اعلامى لسكرتاية الملتقى  ، وكثيرين فعلوا ذلك عندما اختلفوا مع قيادتهم فى التحالف ، ما جعل أجهزة الأمن الاثيوبية تظن أني قد أكون مثلهم، وأن ظروفي المعيشية فى معسكر اللاجئين بالسودان  التي لم يمر واحد منهم بشيء يذكر منها سوف تضطرني في النهاية لقبول عروضهم. المهم بعد أن قدمت استقالتى  من التنظيم الذى انتمى اليه  أنا  وغيرى ، والغريب بناء على طلب نائب الرئيس فى الجبهة مقابل (3000$) ثلاثة ألاف دولار،  وهذاحسب الإتفاقية المبرمة مع الحكومة الاثيوبية حسب قوله ، والعمل سراً مع إحدى أجهزة الأمن الاثيوبية ، داخل السودان ، وطلب مني كذلك شيىء آخر ليس موضوعه الآن ، يتعلق بالعمل الاستخباراتى ضد النظام الحاكم فى اريتريا ، المهم كان لابد لى  أن اقبل بهذا العرض ، والهدف منه كان ان تقوم الجهات المعنية بتسهيل عودتي الى السودان جواً ،  لأنني لا أطيق المزيد من البقاء فى دار الأعداء ؟!. وكما يقول الراوى ، كانت تلك البداية؛ ومنذ ذلك التاريخ إلى الآن لم التقى باحد ، أو أرى  أحداً من سماسرة  اثيوبيا أو  وغيرهم ، والحمد لله أنه حفظنا منهم .أن تلك الأذناب من المرتزقة هم الذين باعدوا بيننا وبين وطننا ارتريا أكثر مما يجب، وكما علمنا ، عبر مراسل " العيون الساهرة " فى كسلا ،  أنه يستعد الآن للعودة الطوعية الى وطنه ارتريا .

عملاء بلا حدود

سقطت ما يسمى بــ " قيادة  التحالف " فى قاعة " ملتقى

التسول والإستسلام  فى أديس أبابا " وهذا بشهادة المشاركين فى الملتقى ، وبسقوطها سقطت اقنعة كثيرة تستر بها الكثيرمن  الذين كانوا يرفعون الشعارات الوطنية،  ويتسمون بالجهاديين  والعلمانيين ،وفصائل التحريرمن قبضة النظام الحاكم فى اسمرا  ،  كل هذه الأقنعة سقطت فى ملتقى أديس ابابا  الأخير بمجرد سقوط المجموعة الثالثة  بعد عبدالله ادريس ، وحروى تدلا باريو وحسين خليفة من تنابلة التحالف ،  ودخول اصحاب شعارات التجديد المزيفة  للجيل الثالث من احفاد عملاء إثيوبيا ، والتسابق على خدمة الويانى واعلان الولاء لها ، والحفاظ على اهدافها ومخططاتها التوسعية في ارتريا ، وهذه المرة  لم تتغير  الوجوه القديمة فحسب ، بل تغيرت أيضاً لغة المخاطبة  -  "الأمهرية والتجرينية"  - وتلخيص مبسط  بالعربية  للتنابلة ،    ولم يقتصر ولائهم للنظام الحاكم فى اثيـــوبيا  بل ( لجهات أجنبية أخرى ) فلا حد لعمالتهم بل هم عملاء بلا حدود . وفي خضم الاحداث والتسابق بين التنظيمات القبلية  والاقليمية والطائفية ، وتوافد اعضائها من بعيد وقريب  الى اديس ابابا ، لإعلان الولاء والطاعة للزمرة الحاكمة فى اثيوبيا  فهذا يقول تربطنى علاقات نضالية  قديمة مع  قيادة  الويانى  ، ويهتف فى الملتقى عاشت الجبهة الشعبية لتحرير تجراى ، وذاك يقول أنا من أصول تجراوية  أبى من مقلى ، وأمى ارترية ، وكانه يريد أن يقول لا تزاودا علينا  بالشعارات الكاذبة .. وما يسمى بقيادة التحالف من بقايا تنظيمات الجبهة البائدة تتفرج وكانها ليست معنية بما يجري فى صراع داخل القاعة  ، واذا سؤل احدهم عن أسباب الفوضة والتراشق بالاتهامات من قبل هؤلاء  يقول :  والله الخطأ ربما كان  فى الترجمة ، حرية الرأى مكفولة للجميع .

صمت وسكوت وتبرير ، واصوات خجولة تستهزء بالجميع  ، وتستنكر بعدم اجادة  قيادة وكوادر التنظيمات الجهادية  للغتين الأمهرية والتجرينية ، تريد بذلك ان تدفع عن نفسها تهمة الانتماء للحركات الجهادية ،  ولكن دون جدوى فرائحة عمالتهم قد فاحت منذ زمن منذ ان سقطت اقنعتهم فكل ما يصدر منهم هو عمالة ليست لطرف واحد ، بل لاولياء نعمتهم ممن تربوا وترعرعوا في أحضانهم فى بعض  الدول العربية والغربية  وفى أمريكا .

وعندما يخرج ابناء ارتريا  الشرفاء فى مظاهرات صاخبة  فى مختلف أرجاء المعمورة  ويرفعوا  اصواتهم عالياً  للمطالبة بوحدة وطنهم وسيادته،وخروج القوات الإثيوبية من اراضيهم التى  تحتلها ،رغم صدور قرار المحكمة الدولية النهائى والملزم   بتبعيتها للسيادة الوطنية الارترية، يتصدى هؤلاء العملاء بكل وقاحة لتلك المظاهرات التى ينظمها  ابناء ارتريا  الشرفاء فى المهجر حتى لا يغضب ولي نعمتهم المحتل للسيادة الارترية ،  فالمهم رضا اسيادهم مهما كان الثمن فمن يخرج ويطالب بحقه وحق الشعب الارترى يقولون عنه  بوق " النظام  "  او مدافع  عن النظام  لان القضية تمس اسيادهم فى اديس ابابا ، وواشنطن ،   وكل من يعارض  نظام الويانى ، حتى لو كان اثيوبى، فهو عميل  للجبهة الشعبية .

فهؤلاء العملاء فاقوا كل حدود العمالة فهم يتفننون بعمالتهم ويتسابقون لاعلانها بشتى الوسائل الدنيئة الذليلة .

فما الجديد بالنسبة لهم في احتلال القوات الإثيوبية  بعض القرى الارترية المتاخمة للحدود الإثيوبية ،  وهم قد باعوا انفسهم  لإثيوبيا فى مرحلة الثورة ، وبعد الاستقلال  مقابل حفنة من الدولارات ،  فلا تعنيهم سيادة ارتريا  ولا حدودها ،  ولا خيراتها ،  وحتى الدم الارترى  قد باعوه لإثيوبيا ،  ما دام فيه رضا اسيادهم الإثيوبيين واثبات عمالتهم لهم فلا توجد حدود لعمالتهم فكل شيء في خدمة عمالتهم فهم عملاء بلا حدود